كنيسة الشهيد أبي سيفين

كنيسة الشهيد أبي سيفين
القديس العظيم مرقوريوس(أبو سيفين) :
القديس مرقوريوس الشهير بابي السيفين ، وقد ولد هذا القديس بمدينة رومية من أبوين مسيحيين ، فأسمياه فيلوباتير وأدباه بالآداب المسيحية ، ولما بلغ دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الملك داكيوس الوثني ، وأعطاه الرب قوة وشجاعة أكسبته رضاء رؤسائه فدعوه باسم مرقوريوس ، وكان من المقربين لدي الملك ، وحدث إن ثار البربر علي رومية فخرج داكيوس لمحاربتهم ففزع عندما رأي كثرتهم ، ولكن القديس مرقوريوس طمأنه قائلا “لا تخف لان الله سيهلك أعداءنا ويجعل الغلبة لنا" ، ولما انصرف من أمام الملك ظهر له ملاك في شبه إنسان بلباس ابيض اعطاه سيفا قائلا له "إذا غلبت أعدائك فاذكر الرب إلهك" ، فلما انتصر داكيوس علي أعدائه ورجع مرقوريوسظافرا ظهر له الملاك وذكره بما قاله قبلا ، أي إن يذكر الرب إلهه ، أما الملك داكيوس فأراد إن يبخر لأوثانه هو وعسكره ، فتخلف القديس مرقوريوس ، ولما أعلموا الملك بذلك استحضره وأبدي دهشته من العدول عن ولائه له ، ووبخه علي تخلفه ، فرمي القديس منطقته ولباسه بين يدي الملك وقال له "إنني لا اعبد غير ربي والهي يسوع المسيح" ، فغضب الملك وأمر بضربه بالجريد والسياط ، ولما رأي تعلق أهل المدينة والجند به ، خشي الملك إن يثوروا عليه بسببه ، فأرسله مكبلا بالحديد إلى قيصرية ، وهناك قطعوا رأسه فكمل جهاده المقدس ونال إكليل الحياة في ملكوت السموات .
الكنيسة :
أسس هذه الكنيسة المعلم إبراهيم الجوهري في حوالي عام 1773م. والكنيسة على شكل مربع وسوف نتحدث أولاً عن الهيكل وهو يقع في وسط الطرف الشمالي لهذه الكنيسة وفى الجدار الشرقي لهذا الهيكل يوجد درج رخامي جميل المنظر يظهر منه حالياً 6 درجات.
وفى الجدار الشمالي لهذا الهيكل يوجد في طرفه الغربي باب مقاسه 90سم عرضاً × 186سم ارتفاعاً تقريباً وهذا الباب يوصل إلى الغرفة الشمالية لهذا الهيكل. كما يوجد مذبح في وسط الهيكل عبارة عن لوح من الرخام تحمله أربعة أعمدة مثمنة الشكل ارتفاع الأعمدة 103سم. ويوجد أمام الهيكل الأوسط حجاب من الخشب المطعم بالعاج تطعيماً بسيطاً به وحدة زخرفية على شكل صليب. أما عقد هذا الباب فهو مزخرف وداخله صليب. كما توجد أزهار القرنفل وفى كل ركن ملاك وفوق هذه الزخرفة كتابة تقول: "السلام لهيكل الله الآب أمين".
ويعلو هذا الحجاب ثلاثة عشر أيقونة متجاورة وتمثل السيدة العذراء حاملة للسيد المسيح في الوسط وبها أيضاً أيقونتان لملاكين وبعض الرسل. ويعلو هذه الأيقونات صليب مصنوع من الخشب غاية في الجمال والبساطة ويوجد بهذا الهيكل كرسي للمذبح عليه أيقونات من رسم المصور أنسطاسي الرومي مؤرخاً عليها 1571ش/1855م. وعندما نأتي إلى الصحن فهو قريب من شكل المربع في وسطه ستة أعمدة رخامية والصحن مسقوف بقبو على شكل دائري من الخشب كما توجد 6 نوافذ ثلاث على الجانبين كما توجد نافذتان في الجهة الغربية. ونجد أيضاً بعض الأيقونات القديمة عل الجدار الغربي تحمل لنا صور للقديسين الأنبا بنتليمون ( بندلاؤون ) وتادرس ومرقوريوس وأبسخيرونوتجمل هذه الأيقونات مقصورة جميلة وقد شيدت من هبة المتنيح الأنبا إيسيذورس عام 1945م وقد كان أسقفاً لدير البراموس العامر. وعلى الجدار الشرقي للصحن توجد أيقونة للأنبا بسنتيؤس الأسقف.
ومما يذكر عن بناء هذه الكنيسة، أن المعلم إبراهيم الجوهري كان حاضراً للصلاة في أحد الأيام بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بزويلة وأحس إن الصلاة قد طالت بعض الشيء مما يتعارض مع مواعيد العمل في الديوان فأوفد رسولاً إلى الكاهن ليقول له: المعلم يقول لك: أسرع قليلاً ليتمكن من اللحاق بالديوان فرد القمص إبراهيم على الفور بصوت مسموع: "المعلم واحد في السماء والكنيسة لله وليست لأحد فإن لم يعجبه فليبن كنيسة أخرى".
هل كان رد القمص إبراهيم قاسياً ؟ أم أن هناك حكمة مفادها أن يد الله تعمل؟ سنرى ونحس ذلك.. فهذا الرجل المعلم إبراهيم الجوهري.. النافذ الكلمة على الصعيد المدني أيامها كما كان ناظر الكنيسة آنذاك.. ماذا فعل هذا الرجل؟ .. لم يغضب.. ولم يثر ولم يشعر بأنه أحرج واهتزت مكانته. ولم يهجر هذا الرجل كنيسته.. بل انحنى في أتضاع مسيحي أمام كلمات الكاهن واعتبر ما حدث كأنه رسالة من السماء ليبنى كنيسة.. فصارت كنيسة القديس أبى سيفين وكانت فرصة طيبة للمصلين من الموظفين ومعهم المعلم الجليل إبراهيم الجوهري ليلحقوا جميعاً بأعمالهم الحكومية . ومن هذه الكنيسة بدأت فكرة القداس الأول المبكر.
شاركه على جوجل بلس

عن M

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق