دير الأنبا بولا
لمحة تاريخية عن الدير
كان للقديسين بولا وأنطونيوس الريادة في الحياة الرهبانية النسكية في القرن الثالث الميلادي في البرية الداخلية بجبال مصر وسار على خطاهما عدد لا يحصى من الرهبان الذين جالوا في الصحاري والجبال، وسكنوا في المغائر وشقوق الأرض، مكرسين حياتهم لله وفي القرن الرابع بدأت الحركة الرهبانية في الانتشار من صحاري مصر إلى سائر أنحاء العالم المسيحي
يعد دير القديس الأنبا بولا التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية واحدًا من أقدم الأديرة في العالم، و يعود تاريخه إلى أوائل القرن الخامس الميلادي تجده مختفيا في أعماق جبال البحر الأحمر في الصحراء الشرقية لمصر، في المكان الذي عاش فيه أول سائح مسيحي
بعد عقود من رحيل المبارك بولا، جعل الرهبان لأنفسهم مسكنا حول موقع مغارته، أول مغارة عرفتها الرهبنة المسيحية. كانوا من تلاميذ القديس أنطونيوس، وجاءوا إلى الأرض التي تقدست بجهاد المبارك بولا وارتوت بدموعه
وقد كشفت المخطوطات القديمة الكثير عن تاريخ دير القديس الأنبا بولا. كان أول ذكر لمغارة هذا الناسك سنة 400 م، بيد العالم المسيحي القس سلبيسيوس سفيروس
عرف الدير بصورة أكبر في القرن السادس الميلادي عن طريق الرحالة أنطونينس، الذي جاب بقاعًا كثيرة في أسفاره بما في ذلك المدينة المقدسة أورشليم، ليعبر عبر الصحراء إلى المكان الذي سماه "مغارة المبارك بولا.." بالقرب من ينبوع ماء يروي كل المكان حتى هذا الوقت
تشير إلى الدير أيضًا بعض المخطوطات من القرن ال13 وما بعده. أحد هذه المخطوطات يشير إلى أن السريان كانوا يسكنون الدير في وقت من الأوقات. في 1395، سجل الرحالة الفرنسيون وجود ستين راهبًا بالدير
خلال العصور الوسطى، حدث نهب للدير من قبل البدو وترك خربًا على الأقل مرتين. تولى البابا يوأنس السادس عشر زمام المبادرة لتعمير الدير في عام 1701 بعد أن كان مهجورًا لمدة 119 عامًا
اليوم يضم الدير ما يقرب من مائة راهب قبطي يقصده الزوار والسياح على حد سواء كنوع من السياحة الدينية
أول خريطة للدير
أ. كنيسة مغارة الأنبا بولا
ب. الجرس
ج. البوابة
د. الرافعة
ه. قلالي الرهبان
و. الطاحونة
ز. الحديقة
ح. عين الماء
في 1743 نشر ريتشارد بوكوك هذا الرسم التوضيحي للدير في كتابه "وصف الشرق، المجلد الأول: مشاهدات في مصر" معتمدًا على أول رسم معروف للدير لكلود سيكارد الفرنسي اليسوعي سنة 1716 م
0 التعليقات:
إرسال تعليق