مجمع خلكيدونيا ( عام 451 م)

مجمع خلكيدونيا ( عام 451 م)

عاد الاسقف يوليانوس والقس راناد والشماس ايلاروس نواب لاون اسقف روما فى مجمع
افسس الثانى , حيث اطلعوة على مدار فى المجمع , وقدموا لة صورة من قراراتة ,
ويبدو ان اسقف روما لاون , كان يأمل ان ياخذ المجمع براية الموافق لراى فلابيانوس بطريرك القسطنطينية ( الذى حرمة المجمع واسقطتة من رتبتة مع ستة اساقفة , وعدهم
مبتدعين لمناداتهم لطبيعتين فى السيد المسيح بعد الاتحاد ) والذى اوضحة فى رسالتة التى بعث بها الى البطريرك المذكور . وتلك الرسالة التى كانت اقوالها مغايرة لاقوال اباء البيعة
القديسين , كما كانت مخالفة لعقيدة الكنيسة لتفريقها بين طبيعتى السيد بعد الاتحاد .

اذ جاء فيها ما نصة : ( ثم ولكى ما الطبيعة الغير قابلة التألم
توفى دين جنسنا اتحدت مع الطبيعة القابلة الالام حتى كحسب ما كان يطابق لمعالجة اسقامنا يسوع المسيح الانسان البسيط بين الله والناس يجعل لة سبيلا الى الموت فى الطبيعة الواحدة ,
حيث كان منزها عن الموت فى الطبيعة الاخرى .... ليس يوجد البتة فى هذا الحق كذب اذ 
هما موجودان بعضها مع بعض , اتضاع الانسان وعلو الالوهية ..... كل واحدة من 
الصورتين تفعل ما يختص بها بالاشتراك مع الاخرى , اعنى الكلمة يفعل ما يختص بة الكلمة ,
واللحم يكمل ما يختص باللحم ( الجسد) فالواحد من المذكورين يبهر بالمعجزات , والاخر
ملقى بالاهانات ) .

واذ ادرك لاون ان المجمع لم ياخذ برسالتة هذة بل تقرا فية : غضب جدا وعد ذلك اهانة كبيرة لة . ولم تمض فترة كبيرة حتى ذهب الية بعض الاساقفة المقطوعين وبداوا يحتجون امامة على قرارات المجمع التى صدرت ضدهم , فوعدهم 
بالعمل على مساعدتهم وارجاعهم الى كراسيهم !

+ اسقف روما يسعى لعقد مجمع فى كرسية : 
وبدا اسقف روما يسعى ما امكنة لعقد مجمع فى مقر كرسية تستانف فية الاحكام التى اصدرها
مجمع افسس الثانى , فكتب خطابا الى الامبراطور ثيؤدوسيوس الصغير بهذا الخصوص ,
واذ لم يجبة الى طلبة , حرض فالنتيانوس امبرطور الغرب لكى يكتب لة لنفس الغرض عن المنازعة التى صارت سابقا لذلك نرجو ان تاذنوا للاسقف المذكور ( الرومانى ) ان يجتمع فى بلادة مجمعا عاما من سائر افاق المسكونة حتى يفحصوا من البدء عن هذة الدعوة, 
ويشرعوا بالحق بغير منازعة واختلاف , بما تقتضية قواعد الامانة الارثذوكسية .....
وما ان تسلم الامبراطور ثيؤدوسيوس هذة الرسالة حتى ارسل الية رسالة المجمع , فقد فحص الامر بخبرة كافية وحق ثابت امام الاساقفة المكرمين . اما الكهنة الغير مستحقين فقد طردوا , والمتاهلين قبلوا , ولم يبلغ الى معرفتنا انة حدث فى ذلك المجمع شيى البتة ضد اعتقاد الايمان وقوانين العدل .... ولم يهدا لاون اسقف روما , بعد كل هذا , بل توسل الى 
الملكة ابلاكيديا والدة فلانتيانوس لتقوم من جهتها بالكتابة لامبراطور الشرق , علة ينيلة مطلبة غير ان ثيؤدوسيوس قد بعث اليها برد مماثل لما كتبة لفلانتيانوس قيصر روما .

ودفعة ثالثة يحاول لاون ان ينال بغيتة , فيحمل الملكة ليسينية فتكتب مرة اخرى للامبراطور :
ولكنة ادرك .انة قد فشل فى مسعاة , عندما وقف على رد الامبراطور للملكة وهكذا ضعفت
كافة الوسائل التى حاول بها لاون ان يحمل امبراطور الشرق ثيؤدوسيوس على التصريح لة
بعقد مجمع فى كرسية . اذ كان الامبراطور يدرك تماما ان مجمع افسس الثانى
قد اتم كل ما اوكل الية من امور بامانة ودقة كاملتين .

+ البابا ديسقورس يحاكم لاون : 
سمع ديسقورس وهو فى مقر كرسية الاسكندرية بما بذلة اسقف روما من محاولات لعقد مجمع لدية كما وصل الية رفضة لقوانين مجمع افسس الثانى وقراراتة . وزاد الطين بلة , 
ان لاون قد افسح صدرة للمبتدعين من اتباع نسطور الذين جردتهم المجامع المسكونية من رتبتهم الكهنوتية لانحرافهم عن القواعد الايمانية . واذ اعلن لاون انة متمسك كل التمسك 
باقوالة التى دونها فى رسائلة التى بعث بها الى فلابيانوس , تلك الرسائل التى تثبت فى جلاء لا
غموض فية انة ( لاون ) قد تردى فيها فلابيانوس , وحرم من اجلة , لهذا لم ير ديوسقورس
بدا من ان يعقد مجمعا من اساقفتة فى مدينة الاسكندرية . انتهى الى اصدار قرارة بحرم
لاون , عندما تاكد من ثبوت الاسباب السابقة مجتمعة . 
وهكذا سكنت العاصفة ولكن الى حين ! وهدا الحال , ولكن الى امد ليس ببعيد .

+ موت الامبرطور ثيؤدوسيوس الصغير : 
تقدم الامبراطور ثيؤدوسيوس فى ايامة , ولم يخلف نسلا يتولى الملك بعدة . اذ لم يكن لة 
سوى اخت نذرت الرهبنة . فضلا عن ان تقاليد الدولة يومئذ لم تكن لتسمح للنساء باعتلاء العرش البيزنطى . 
ويذكر التاريخ انة بعث برسل من قبلة الى برية شيهيت حيث قابلوا الاباء الرهبان القديسين
وقالوا لهم ان الامبراطور قد بعث بهم ليطلبوا من شيوخ البرية القديسين ليصلوا لله ليرزقة نسلا,
ولكن شيخا قديسا ناسكا يدعى ابيروة وقف امام رسل اللة وقال لهم :
( ان الله تعالى لم يرد ان يرزقة نسلا لئلا يشتركوا مع الهراطقة !) . 
وهكذا انتقل ثيؤدوسيوس الامبراطور عام 450 م دون ان يترك وريثا للعرش سوى اختة 
بوليكاريا , وبموتة خسر الاب ديوسقورس سندا عظيما ومدافعا امينا عن الارثذوكسية .

+ مركيان وبوليكاريا يقاومان ديوسقورس : 
ومالت بوليكاريا الى الملك فنكست عهد البتولية ونزعت مسوحها : وتزوجت بماركيان احد 
قواد جيش اخيها . قال ابن العبرى ( ماركيانوس قيصر ملك سبع سنين وتزوج بوليكاريا اخت
ثيؤدوسيوس الصغير التى كانت راهبة , لان جماعة من الاساقفة المرائين افتوها فى امر الزواج واصبح ماركيان بعد زواجة هذا يعتبر امبراطور الشرق وكان يميل لمبدا نسطور 
المبتدع كما كانت زوجتة بوليكاريا مشهورة بالمكر والدهاء , وميالة للغطرسة والكبرياء . 
وسر لاون اسقف روما بهذا التغير المفاجى فى الحالة السياسية فى امبراطورية الشرق واعاد مساعية , بان بعث للبعض كنواب عنة حيث قابلوا ماركيان كما قابلوا زوجتة , طالبين عقد 
مجمع جديد واذ كانت الملكة ترغب فى اضعاف البابا ديوسقورس والحد من نفوزة وسطوتة وعدتهم خيرا : فلذلك سلكت بوليكاريا مع زوجها مسلك دهاة السياسة , فلم تسمح لامبراطور 
روميا بالتدخل فى امر بطاركتها ومجامعها . كما انها اتخذت مسالة الاختلافات المذهبية 
والانشقاقات الكنسية اله حادة تقاتل بها خصومها ... 
وكتب ماركيان بايعاذ زوجتة بوليكاريا الى لاون اسقف روميا يقول :
( انى مستعد لعقد المجمع فى القسطنطينية , واذا كانت مشقة السفر تحول دون حضورها فانا اقوم مقامك لرئاسة المجمع ) .

+ فى القسطنطينية : 
وعقد الامبرطور ماركيان مجمعا فى قصرة فى القسطنطينية , دعا الية كثير من الاساقفة سيما
النسطوريين كما بعث برسالة للبابا ديوسقورس ليحضر هذا المجمع . وحضر ديوسقورس ,
ودهش كثيرا عندما راى هذا العدد الكبير من الاساقفة مجتمعين بلا سبب , ولا مبرر .
واذ قيل لة بان الملك يهدف من وراء ذلك الى توضيح الايمان , قال فى جرئتة المعهودة :
( ان الايمان لفى غاية الكمال , لا يعوزة شيئا من الايضاح , وهو مقرر ومثبت من الاباء , امثال اثناسيوس وكيرلس وغيرهم!) . 
ولقد حاول البعض ان يستميلوة ليوافق على رسالة لاون التى تثبت الطبيعتين بعد الاتحاد , وعندئذ قال :
( ان اعتقاد الطبيعة ينبغى الا يزاد علية او ينقص منة. فالمسيح واحد بالطبع والجوهر والفعل والمشيئة كما كرز الاباء !) .
ثم بدا يشرح لهم صحة هذة العقيدة وخطأ تعليمهم الجديد الذى يهدفون الى تثبيتة , موضحا 
كلماتة بكثير من الامثلة وما احسن ما قالة لهم : 
( اسمعوا ماذا قال القديس كيرلس : ( ان اتحاد اللاهوت بالناسوت هو كاتحاد النار بالحديد , واذا ضرب الحديد بالمطرقة , فان الحديد هو الذى يتاثر ولكن النار لا يلحقها شيى ) .
وبعدما انتهى من خطابة اقتنع اغلب الاساقفة براية , فلم يجد ماركيان بدا 
من ان يرفع الجلسة الى موعد اخر .

+ المجمع فى خلكيدونيا : 
وعاد الامبراطور ماركيان فبحث مع الاساقفة المقطوعين وزوجتة بوليكاريا فى امر
ديوسقورس وكيفية التغلب علية , واخيرا استقر رايهم على عقد المجمع فى مكان بعيد عن العاصمة على ان لا يناقشة ديوسقورس عندئذ فى امر الايمان اذ قد ثبت لهم انة قوى
الحجة بل يقتصروا على البحث فى امر الاساقفة المقطوعين ورسالة لاوى !.

وهكذا صدرت الاوامر الملكية بعقد المجمع فى مدينة خلكيدونيا وهى احدى مدن اسيا الصغرى القديمة , بنيت فى نهاية الجيل السابع قبل الميلاد (حوالى عام 685 ق . م ) على ساحل بيثنيه تجاة الموضع الذى بنيت فية بعدئذ مدينة القسطنطينية .
ويبدو انها قد تخربت فى القرن الثانى قبل الميلاد , فانتقل سكانها الى مدينة نيقوميدية , غير ان يوستينيانوس عمل على اعادة بنائها وتعميرها , وهكذا بدات تنمو وتذدهر الى ان تخربت ثانية ايام الفتح العثمانى : ويقال ان موضعها الان قرية صغيرة باسم ( قاضى قرة ) .

+ وفود الاساقفة :
اختلف المؤرخون فى عدد اباء هذا المجمع , فمن قائل انهم كانوا 330 اسقفاً ,
ومنهم من قائل انهم بلغوا 630 اسقفاً ! 
ومن الاباء المشهورين الذين حضروة الانبا ديوسقورس البابا الاسكندرى مع بعض اساقفتة ويوبيناليوس اسقف اورشليم ومكسيموس بطريرك انطاكية , واناطوليوس اسقف 
القسطنطينية , كما اوفد لاون اسقف روما ثلاثة نواب هما الاسقفان باسكساسينوس
ولوشنسيوس والقس بونيفاسيوس .

+ مركيان وبوليكارية يحضران المجمع : 
ولقد حرص الملك ماركيان وزوجتة بوليكارية على حضور المجمع ومعهما عدد كبير من افراد
حاشيتهما , وكثير من الضباط والجنود بملابسهم الرسمية . كما حضر القضاة
الذين اخيروا لادارة جلسات المجمع .
شاركه على جوجل بلس

عن M

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق