دير مارمينا، مريوط

تاريخ دير
مارمينا العجايبي بمريوط، الإسكندرية، مصر



قام قداسة البابا كيرلس السادس بوضع حجر أساس الدير الحديث للشهيد مارمينا العجائبي بمريوط، في يوم الجمعة المُبارَك: 17 هاتور 1676ش الموافق 27 نوفمبر 1959م، وذلك بمناسبة الاحتفالات الخاصة بذكرى استشهاد القديس مارمينا والذي يوافق 15 هاتور.


الدير القديم
وصلت رفات الشهيد مارمينا واستقرت في مزارها القديم بالآثار نحو عام (312 – 315 م).

بنيت أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامي 320 – 325 م في عهد الملك قسطنطين الكبير.
بتزايد عدد الزوار وطالبي المعجزات جدد البابا أثناسيوس الرسولي الكنيسة الأولي ووسعها كثيرًا.
لما كثر جدًا عدد الزوار بنى الأنبا ثيؤفيلس البابا 23 (385 – 412 م) كاتدرائية ضخمة شرق الكنيسة الأولي كما جدد ووسع الكنيسة الأولي وبني في غربها معمودية كبيرة.
مع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة سياحية هامة انتشرت فبها الكاتدرائيات والكنائس الرخامية والمنشات العديدة كالحمامات والفنادق.
بازدياد عدد الرهبان إلى مئات أنشأ بالمنطقة دير عظيم كان يزداد أتساعا بمرور الوقت. كما امتد نشاط بعض رهبانه للكرازة بأوربا. وتحتفظ الكنيسة الأيرلندية في صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الرهبان الأقباط الذين حملوا لهم شعلة الإيمان.
وقعت المدينة بكنائسها مطمعًا للأجانب الخلقدونيين وإغارات الفرس والبربر والفتح العربي والخلفاء الأتراك ….. إلى أن جاء القرن الثالث عشر فغرب مجد المدينة وكنائسها أثر التخريب الشامل الذي حل بها وعدم استتباب الأمن فيها.
انتقل جسد الشهيد عبر رحلة طويلة من مريوط إلى كنيسته بفم الخليج بمصر القديمة في النصف الأول من القرن الرابع عشر.
قضى محمد على باشا (1805 – 1848) على البقية المتبقية من الكنائس والمنشآت بالمنطقة لمنع عمليات السلب والنهب التي تفشت بالمنطقة حيث استغل اللصوص هذه الأطلال المهجورة كأوكار لهم. ثم عصفت الطبيعة أيضا لتجعل المكان أكوامًا من التراب والحجارة.
بدأت عمليات الكشف الأثرى للمنطقة سنة 1905 م على يد العالم الألماني ك. م. كوفمان ثم تلتها أبحاث أخرى على فترات متباعدة للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة وغيرهم.




الدير الحديث

بدأ الشروق يلوح للمنطقة من جديد على يد البابا الأنبا كيرلس السادس حيث بدأ العمل بالصلاة بين الأطلال في أول عيد للشهيد بعد سيامته بطريركًا في 1959 م.
اشترى البابا كيرلس السادس المساحة المقام عليها الدير الحديث مجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية وبدأ التعمير من جديد.
أعاد البابا الأنبا كيرلس السادس جزء من رفات الشهيد مارمينا العجائبى من كنيسته بفم الخليج إلى دير مارمينا بمريوط في فبراير 1962 م.
بدأت عمليات الكشف الأثرى تأخذ صفتها المنتظمة منذ أن أنشأ البابا كيرلس السادس الدير الحالي حيث بدأ المعهد الألماني للآثار بالقاهرة العمل منذ 1961 م بإشراف العالم الألماني د. بيتر جروسمان لبضعة شهور سنويًا.
سلم البابا كيرلس السادس أمانة الديرة لتلميذه الخاص القمص مينا أفا مينا (وهو المتنيح الأنبا مينا أسقف الدير) ليواصل عمل البابا كيرلس السادس في التعمير الروحي والإنشائي للدير.
وضع البابا كيرلس السادس حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط في عام 1961 م ولكن الإنشاءات بدأت فعلا عام 1969 م ولازال العمل جارى في تشطيبها.
تنيح البابا كيرلس السادس في 30 أمشير 1687 ش. 9 مارس 1971 م. وكان قد تسلم تلميذه القمص مينا أفا مينا (المتنيح الأنبا مينا) وصيته بأن يدفن في دير مارمينا.
تفضل البابا شنوده الثالث بتنفيذ وصية البابا كيرلس السادس ونقل رفاته المباركة في احتفال مهيب يوم 24 نوفمبر 1972 م.
افتتح البابا شنوده الثالث كاتدرائية مارمينا بمريوط بالصلاة بعد اكتمال الهيكل الإنشائي عقب عيد استشهاد مارمينا 17 هاتور 1693 ش (26 نوفمبر 1976 م) وسام بهذه المناسبة أربعة رهبان جدد للدير.
قام البابا شنوده الثالث بسيامة القمص مينا أفا مينا رئيس الدير أسقفًا على الدير في 17 بشنس 1696 ش (25 مايو 1980 م) تقديرًا للمسئولية الكبيرة التي تركها له البابا كيرلس السادس.
وجهت منظمة اليونسكو 1979 م عناية خاصة بمنطقة أبو مينا الأثرية إذ أقرتها ضمن الـ 57 منطقة في العالم – كتراث إنساني – يجب العناية به والمحافظة عليه عالميًا وقد أصدرت بهذا الصدد كتابًا عام 1982 م بعنوان (ALEGACY FOR ALL) يحوي وصفًا موجزًا لكل من هذه الـ57 منطقة كتسجيل تاريخي للحضارة الإنسانية.
وبعد نياحة نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا يوم 11/12/1996م، قام قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117 بسيامة الأنبا كيرلس آفا مينا أسقفًا ورئيسًا للدير في 8 بؤونه 1719 ش الموافق 15 يونيه 2003م


شاركه على جوجل بلس

عن M

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق