مقدمة عن المجامع

مقدمة عن المجامع

المجامع المسكونية تعتبر فترات مهمة في تاريخ الكنيسة وتكمن أهميتها في أن أثارها ممتدة منذ القرن الرابع الميلادي وحتى يومنا هذا حيث أن عصر المجامع هو أول تطور واضح فصل بين عهدين بل هو أول سلسلة مترابطة الحلقات صاغت للكنيسة قوانين ايمانها ووضعت لها من النظم والقرارات مايكفل لها السير طويلا في أمن وسلام

الأباء الذين حضروا المجامع هم أباء الكنيسة الذين صاغوا الايمان معتمدا على الكتاب المقدس هؤلاء الأباء ضحوا بكل مرتخص وغال واستهانوا بحياتهم في سبيل الأحتفاظ بايمانهم وهكذا أوصلوه الينا صحيحا وسليما الي الأن

نذكر من هؤلاء الأباء القديس أثناسيوس الرسولي حامي الايمان يقف وسط الأباء في مجمع نيقية المسكوني ولم يبلغ بعد الثلاثين من عمره ويشرح عقائد المسيحية ويقدم لأريوس المبتدع من الحجج الدامغة والأسانيد القوية مايكفي لخذلانه ويوضح للأعضاء فساد ايمانه

نذكر أيضا القديس كيرلس الكبير يفنّد ضلالة نسطور في بنوده ورسائله التي بعث بها الي كافة الكنائس المسيحية محذرا من الأنسياق وراء تعاليم هذا المبتدع ومذّكرا اياه بأقوال الكتاب والأباء لعله يرتدع ولم يتضع ويقتنع

كما نذكر أيضا بطل الأرثوذكسية العظيم البابا ديسقورس يقبل النفي والألام والضرب والامتهان في سبيل التمسك بالايمان وحتى في أحرج أوقاته وأشدها ضيقا لاينسى أن يبعث لشعبه الرسالة تلو الرسالة حاضا اياهم على الثبات على عقيدتهم الأرثوذكسية المستقيمة

تلك صورة مصغرة لما يرسمه أمامنا عصر المجامع الذي يرينا أن كنيستنا القبطية هي معلمة المسكونة وأن عقائدها هي عقائد المجامع المقدسة وأن بابواتها هم المدافعين عن الايمان والمتصدرون في المجامع والمحاربون للهراطقة


نشأة فكرة المجمع

المجمع تعني اجتماع للتشاور والتباحث ومن الثابت تاريخيا أن فكرة المجمع كان معمولا به منذ أقدم العصور التي وجدت فيها روح الشورى أو تبادل الرأي

ففي الوثنية مثلا كان ملوك المصريين يختارون من بين أمناء الدين والكهنة في محفل من المبعوثين من كل اقليم نوابا وعليهم في المداولات الاعتماد فكانوا يجتمعون في البرية التي بين ميت رهينة والفيوم فتشكل منهم جمعية عمومية تنعقد في الحوادث المهمة كالصلح والحرب وتحديد الترتيبات وتغيّر الدولة وعند خلو المنصب الملكي وغير ذلك من الأمور الخطيرة

وفي اليهودية نرى هذا النظام في مجامعهم التي كثيرا ماكانت تجتمع للتشاور فيما يجد من أمور ولقد ذكر الكتاب المقدس شيئا عن اجتماعهم للتشاور على صلب المسيح وذلك في مت26:3 و 29 ومرقس 1:15

وفي الأصحاح الخامس من سفر أعمال الرسل نرى صورة واضحة للمجامع اليهودية التي انعقدت لتحاكم تلاميذ المسيح لمناداتهم بأسم السيد يسوع الناصري ولما أوشك أن يحكم عليهم بالقتل وقف وسط المجمع أحد أعضائه المسمى غمالائيل معلم الناموس وحذرهم من فعلتهم هذه التي انتووها وطلب أن يتركوا هؤلاء التلاميذ فأن كان عملهم من الناس فسوف ينقض وان كان من الله فلا يقدرون أن ينقضوه لئلا يوجدوا محاربين لله أيضافأخذ المجمع برأيه ورجع عن عزمه واكتفى بجلدهم وتوصيتهم كي لايتكلموا بأسم يسوع ثم أطلقوهم  أع 37:5-42

  

أسباب نشأة المجمع في الكنيسة

انتشرت المسيحية في فترة وجيزة وكانت تمر بمشكلة دخول اليهود للايمان المسيحي ويحاولون التأثير عليها بمعتقداتهم

مشاكل خارج المسيحية مثل اليهود المتعصبين والأمم الذين يرفضون المسيحية ومثال على ذلك ماحدث في عهد دقلديانوس


أهم المجامع الصغيرة التي سبقت المجامع المسكونية الكبرى

المجمع الرسولي الأول

يسجل سفر أعمال الرسل أنه انعقد في أورشليم برئاسة القديس يعقوب ابن حلفا أسقف أورشليم سنة 53 م وضم الرسل وبعض الكهنة أو المشايخ

وقد نادى بعضهم بضرورة اتباع الأمم الداخلين للأيمان المسيحي أولا العوائد والطقوس اليهودية كالختان والأعياد اليهودية والطعام المحرم والمحلل...الخ ومما أثير في حينه

وبعد المناقشة قرر المجمع الأكتفاء بالأمتناع عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم   أع 1:15-20

مجمع أنقرا بغلاطية

انعقد في عهد مكسيميانوس في أوائل القرن الرابع الميلادي وضم 33 أسقفا

وكان الموضوع الرئيسي مايتخذ حيال الذين ذبحوا للأصنام أو أكلوا من المذبوح لها خلال اضطهاد دقلديانوس وزميله مكسيميانوس وطرق قبول توبتهم

وشروط رسامة الشمامسة وتزويجهم عند رسامتهم

والسلوك في الزنا والقتل بأنواعه والالتجاء للسحر وعقابه

مجمع قرطاجنة بشمال أفريقيا

وضم 50 أسقفا برئاسة القديس كبريانوس

وكان الموضوع الأساسي هرطقة نوفتيانوس وحرّم هذا الهرطوقي الذي نادى بعدم قبول الذين عثروا أيام الأضطهاد مهما تابوا

وضع المجمع 15 قانونا شددت على عدم الزواج بأخين أو بأختين بعد موت أحدهما وكذلك من يتزوج بأكثر من واحدة

وعدم رسامة الكاهن قبل سن الثلاثين وعدم رسامته بعد ايمانه وعماده مباشرة

وأن يكون لكل كنيسة 7 شمامسة

وعقد كبريانوس مجمعا أخر أيد نفس القرارات

مجمع سرديكا

انعقد سنة 347 م وضم 140 أسقفا وقد قاموا ببحث موضوع ارجاع البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي الي كرسيه بالأسكندرية وميلاتيوس بطريرك أنطاكيا وبولس بطريرك القسطنطينية الذين خلعهم الهراطقة الأريوسيون ونفوهم فأعادوهم الي كراسيهم

حدد المجمع شروطا لأختيار الأساقفة وعدم سيامتهم بالرشوة أو بالمجاملة أي بالوساطة

عدم انتقالهم من مدينة صغيرة الي مدينة كبرى ولا يترك الأسقف كرسيه أكثر من 3 أسابيع ويخضع للمطران التابع له

أن يختبر كافة درجات الشمامسة قبل رسامتهم

مجمع أنطاكيا بسوريا

وكان بعد مجمع نيقية وضم 13 أسقفا وقيل أنه كان لمحاكمة الهرطوقي بولس السميساطي السرياني الذي أنكر لاهوت المسيح

وقد وضع 25 قانونا منها مايلي

الألتزام بقرارات مجمع نيقية المسكوني الأول الذي عقد سنة 325 م 

ضرورة حضور الشعب القداس وسماع العظة والتناول من السر الأقدس بأنتظام

عدم رسامة أسقف لأحد الأكليروس خارج كرسيه أو ضم كراسي غيره اليه

أن تكون رئاسة الأسقف للجان المالية والاشراف على أموال الكنائس وأوجه صرفها

مجمع اللاذقية بسوريا

وضم 19 أسقفا بهدف محاكمة المبتدع ماني وغيره

وضع المجمع 59 قانونا وقيل 17 من أهمها

حرم من تزوج بأمرأتين معا

عدم قيام الكهنة بالأقتراض بالربا

عدم معاشرة الشعب للهراطقة وعدم تزويج الأبناء بهم

عدم جواز رسامة النساء كهنة

من أجل صلوات الساعات الأجبية وأوقاتها

لايجوز لمساعد الشماس أي الأبودياقون أن يعطي بركة لأحد من الشعب

منع الهراطقة من دخول الكنيسة وعدم قبول عطاياهم

لايجوز اقامة مأدب للطعام داخل الكنيسة

عدم سفر الكاهن بدون علم أسقفه

ضرورة وقوف الأبودياقون لحراسة أبواب الكنيسة

ضرورة الدهن بالميرون بعد المعمودية وهو مالا يفعله الكاثوليك الأن

لايجوز للمسيحي أن يرقص في الحفلات

لايجوز اتخاذ السبت عطلة كاليهود ولايعيّد مسيحي معهم أو يأخذ شيئا من طعامهم في عيدهم

عدم دخول النساء الي الهيكل

لايجوز اتمام سر الزواج في صوم الأربعين المقدسة

مجمع قرطاجنة الثاني

وقد حضره 217 أسقفا من شمال أفريقيا في قرطاجنة وأنعقد في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي

وضع 123 قانونا وهي كالتالي

اعادة معمودية المعمدين بيد هراطقة

ضرورة الألتزام بما قرره مجمع نيقية المسكوني من قوانين

كيفية محاكمة القسوس والشمامسة ورفقائهم

فيما يمنع منه الكهنة وفي ضرورة تعليم أهلهم التدين

ضرورة قراءة سير الشهداء عظة وعبرة عب 7:13

لايقدم على المذبح سوى الخبز والخمر الممزوج بالماء

لايجوز الهزل في أيام الأعياد

ضرورة معمودية الأطفال والهدف منها

عدم قبول الرهبان الخارجين من الأديرة بدون أذن

مجمع جنجرا

وضم 15 أسقفا وموضوعه الأصلي محاكمة الهرطوقي أنسطاسيوس الذي حرّم أكل اللحم والزواج وجذب الي أفكاره بعض مسيحيي أرمينيا

ووضعوا 20 قانونا ومنها مايلي

الموقف من الذي يصف الزواج بأنه نجس

الموقف من الشخص الذي لايذهب الي الكنيسة واجتماعاتها

عقاب من يأخذ العشور والنذور الخاصة بالمساكين أو يصرفها بغير رأي الأسقف

ولأجل الراهب الذي يدين غيره أو يفتخر بنسكه

الموقف من الزوجة التي تنعزل عن ممارسة الزوجية بزعم أن ذلك الأمر نجس

الموقف من الشخص الذي يهرب من الزواج بدون مبرر

ولأجل من يرفض الانفاق على أبنائه أو عدم تعليمهم وضرورة تعريفهم بالدين لعدم عثرة الشعب

الموقف من أجل من يفطر في الصوم من غير الضرورة أو من يرفض الصوم المقرر رسميا بالكنيسة

لأجل من يحتقر احتفالات الكنيسة بأعياد الشهداء

مجمعا قرطاجنة الثالث والرابع

اجتمع المجمع الأول سنة 417 م برئاسة أوريليوس رئيس أساقفة شمال أفريقيا وحضره القديس أغسطينوس أسقف مدينة ايبونا

كان الغرض الرئيسي للمجمع دراسة أراء الهرطوقي بلاجيوس وكان راهبا بريطانيا وزعم أن خطية أدم كانت قاصرة على نفسه ولاتمس أحدا من نسله وأن الأنسان يمكنه أن يصل الي أعلى درجة في القداسة بدون الحاجة الي وسائط النعمة

وقد تم حرمه في مجمعين باللد والقدس وفي مجمعين أخرين بشمال أفريق


أنواع المجامع المسيحية

مجامع عامة

وهي التي يجتمع فيها جميع الأساقفة ليفحصوا المسائل الكنسية مشتركين في حل مشاكلها ولقد حددت القوانين أن تكون المجامع العامة دفعتين في كل عام الأولى في رابع جمعة من الخماسين والثانية في الثاني عشر من شهر بابة الخريفي

ويجوز لهذه المجامع العامة أن تنعقد في حالات استثنائية في غير هذين الميعادين اذا دعت الضرورة لذلك

مجامع مكانية

وهي التي يجتمع فيها الأسقف والقسوس والشمامسة في مركز كل أبروشية لتدبير أمورهم الخاصة ويجوز انعقاد هذه المجامع يوميا عدا أيام الأحاد

ويثبت المؤرخ البروتستانتي الشهير موسهيم ما يفيد أن الأساقفة كانوا يحافظون كل في أبروشيته الخاصة على عقد هذه المجامع المحلية فيقول في تاريخ القرن الرابع الميلادي أن الأساقفة كل واحد في أبروشيته الخصوصية أومدينته كانوا يدبرون ويرتبون كل أمور الكنيسة ويجتمعون مع قسوسهم للمشورة ثم يعرضون مايقرونه على الشعب للعمل به

المجامع المسكونية

وهي التي تضم مندوبي المسكونة أي العالم المسيحي ولقد اجتمعت في بداية المملكة المسيحية بعض مجامع عامة استثنائية دعيت بالمجامع المسكونية حضرها أساقفة كافة الكراسي المسيحية المنتشرة في أنحاء العالم

ولم تنعقد هذه المجامع الا لضرورة حتمية كظهور تعليم غريب يخشى عند انتشاره أن يحدث انقساما في البيعة

ولهذا نرى أنه ينبغي أن تتوفر في المجامع المسكونية بضع شروط نوجزها فيمايلي

أن تنعقد بسبب بدعة أو انشقاق

أن تنعقد بدعوة من الأمبراطور المسيحي

أن يحضرها غالبية أساقفة الكنيسة شرقا وغربا لتتمثل فيها المسكونة

تقرر شيئا جديدا لم يكن مقررا من قبل

وعلى ضوء هذه الشروط نستطيع أن نقول أن جميع المجامع التي سبقت المملكة المسيحية أي التي أنعقدت في الثلاثة القرون الميلادية الأولى لاتسمى مجامع مسكونية بل تعتبر مجامع مكانية

ولسنا نجد في تاريخ الكنيسة من المجامع التي ينطبق عليها الشروط السابقة سوى ثلاثة فقط تطلق عليها أسم المجامع المسكونية وهي

مجمع نيقية

وهو المجمع المسكوني الأول وانعقد عام 325 م بدعوة من الأمبراطور قسطنطين الكبير لظهور بدعة أريوس القس السكندري وقد حضر 318 أسقفا ووضع قانون الايمان من بدايته وحتى عبارة ليس لملكه انقضاء مع عشرين قانونا لسياسة الكنيسة

مجمع القسطنطينية

وهو المجمع المسكوني الثاني وانعقد عام 381 م بدعوة من الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير لدحض بدعة مكدونيوس عدو الروح القدس وحضره 150 أسقفا وقد أكمل قانون الايمان النيقاوي كما وضع قوانين لسياسة الكنيسة

مجمع أفسس الأول

وهو المجمع المسكوني الثالث وانعقد عام 431 م بدعوة من الأمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير لظهور بدعة نسطور عدو السيدة العذراء أم النور وقد حضره200 أسقفا وانتهى الي وضع مقدمة قانون الايمان مع ثمانية قوانين لسياسة الكنيسة

وقد اعترفت كافة الكنائس المسيحية شرقا وغربا بهذه المجامع الثلاث وتمسكت بمبادئ ايمانها كما نفذت قراراتها وقوانينها

وفي كتاب الخولاجي نرى ذكر هذه المجامع الثلاث في موضعين الأول في تحليل الخدام والثاني في مجمع الأباء القديسين وفي كلا الموضعين يذكر اسم البلدة التي عقد فيها المجمع مع أعضائه ولعل ذلك مايرينا مدى أهمية هذه المجامع في الكنيسة جمعاء

وقال المؤرخ الأنجليزي دين ستانلي في كتابه محاضرات عن الكنيسة الشرقية مانصه ومازال الأساقفة في الكنيسة الشرقية يعاهدون مبايعيهم أثناء الصلاة عند رسامتهم على أن يتمسكوا بمراسيم هذه المجامع أو أن لايتخطوها

وليست تلك الحفاوة بالمجامع وقراراتها قاصرة على طبقة المتعلمين أو دوائر الكنيسة بل يرى طبقة الأميين أيضا أن بناء المسيحية مشيّد على أساس متين هو هذه المجامع ويودون لو أن مجمعا مسكونيا جديدا قام ليقضي على مساوئ العصور الحديثة وبذار شرورها


اختصاص المجامع بالكنيسة

فحص المسائل المتعلقة بالايمان

ولعلنا نلمس ذلك واضحا عندما نعرض مافعلته االمجامع المسكونية التي جاءت بعض قراراتها وقوانينها خاصة بالعقائد الايمانية

قال موسهيم في كلامه عن القرن الرابع الميلادي ان القضايا الدينية المهمة كان يفصل فيها القضاة الذين يعيّنهم الملوك أو المجامع المسكونية والقضايا الصغرى كان الأساقفة يفصلون فيها والشرائع المتعلقة بالديانة كان يضعها اما الملوك أو المجامع

وضع النظم والقوانين اللازمة لسياسة الكنيسة

وفي المجموع الصفوى لأبن العسال الكثير ن القوانين التي وضعتها المجامع المتعاقبة والخاصة بتدبير جماعة المؤمنين كقوانين الأحوال الشخصية والمواريث وغيرها

حل المشاكل العامة التي تعترض الكنيسة

والتاريخ حافل بذكر الحوادث الكثيرة والمشاكل العديدة التي اجتمعت المجامع للفصل فيها فبعد نياحة البابا ثيؤدورس ال45 من بطاركة الكرسي المرقسي اختلف الأكليروس في الوجهين البحري والقبلي فيمن يخلفه ولم يتم الأتفاق الا بعد أن عقد مجمعا كان ضمن الحاضرين فيه الأنبا موسى أسقف أوسيم والأنبا بطرس أسقف جبل أوسيم واللذان تمكنا من توحيد الصفوف لما اتصفا به من هيبة ووقار واحترام واتفق الجميع على انتخاب الأب خائيل بطريركا عام 735 م

ولما رأى الأنبا خائيل هذا البطريرك ال46 أن الملكيين أي أتباع مجمع خلكيدون قد استصدروا أمرا بتسليم كنيسة مارمينا بمريوط لهم وكانت تابعة للبطريركية القبطية لم يتوان قط عن عقد مجمع حضره جميع الأساقفة حيث كتبوا تقريرا يثبت ملكيتهم لهذه الكنيسة ورفعوا للخليفة مشفوعا بالمستندات اللازمة مما أدى الي سرعة اعادة الكنيسة المذكورة الي حوزة الكنيسة القبطية

فض المنازعات والخصومات التي تنشأ بين الأكليروس أو بين الشعب أو بين كليهما

كما تم في مجمع نيقية عندما درس مسألة النزاع القائم بين الكسندروس بابا الأسكندرية وبين ملاتيوس المنشق أسقف أسيوط وأصدر فيه قرارا

والمجامع عندما تتولى فض الخصومات بناء على قول السيد ان أخطأ اليك أخوك فأذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما ان سمع منك فقد ربحت اخاك وان لم يسمع فخذ معك أيضا واحدا او اثنين وان لم يسمع منهم فقل للكنيسة وان لم يسمع للكنيسة فليكن عندك كالوثني أو العشار   مت 15:18-17

محاكمة رجال الأكليروس اذا صدر منهم ماينافي الايمان القويم أو يخالف ماتقرره البيعة من قوانين

وفي تاريخ الكنيسة كثير من الأحكام التي أصدرتها ضد رجال الأكليروس وهم بطاركة وقسوس وشمامسة لأنحرافهم عن العقيدة السليمة فلقد حكم مجمع نيقية على أريوس القس السكندري وحرم مجمع أفسس الهرطوقي نسطور بطريرك القسطنطينية


الأحكام الباطلة لبعض المجامع

تعترف كنيستنا القبطية بما للمجامع من سلطان في اصدار الأحكام على المبتدعين أو المخالفين لقوانين الكنيسة وقراراتها على أنها تعود فترفض الأحكام الخاطئة التي أصدرتها بعض المجامع المغرضة بدافع غير شريف كالغيرة أو الحسد ولو تسترت في فعلتها هذه بستار الدين

فلقد أصدر مجمع صور المنعقد سنة 324 م حكما على أثناسيوس الرسولي حامي الايمان يقضي عليه بالعزل من وظيفته الكهنوتية وبالنفي أيضا وذلك لأن أعضاء هذا المجمع كانوا من الأريوسيين المنحرفي العقيدة ورغم تنفيذ هذا الحكم الباطل بأمر الأمبراطور الا أن الكنيسة رفضته واعتبرته باطلا ولم تعره أي التفات وبقيت متمسكة برئيسها الديني العظيم البابا أثناسيوس الرسولي رغم نفيه

والقديس كيرلس عمود الدين الذي اشتهر بعلمه وفضله وقداسته وتقواه والذي ترأس المجمع المسكوني الثالث حكم عليه في مجمع نفاقي عقده يوحنا بطريرك أنطاكيا مع أساقفته النساطرة بالعزل والنفي أيضا غير أن الكنيسة جمعاء قد رفضت هذا الحكم واعتبرته باطلا لبطلان الأساس الذي بني عليه وعادت فسطرت في تاريخها مايتفق وكرامة هذا القديس معترفة له بجهاده العظيم وفضائله الممتازة

والبابا ديوسقورس السكندري الذي اعتبره التاريخ بطل الأرثوكسية العظيم والذي ترأس مجمع أفسس الثانى قد حكم عليه بالنفى فى مجمع خلكيدون لأنه بقى متمسكا بالايمان السليم ورفض تغيير عقيدته القويمة التي تسلمها من أبائه ورغم قيام الملك مركيان بتنفيذ الحكم ونفى القديس الي جزيرة غاغرا الا أن الكنيسة قد شهدت بصحة عقيدته كما غبطته لحسن جهاده ورفضت الحكم الباطل الذي صدر ضده كما رفضت مجمع خلكيدون وعدته باطلا أيضا

وهكذا رفضت الكنيسة أيضا الاعتراف بالحكم الذي أصدره مجمع القسطنطينية المكاني على القديس يوحنا ذهبي الفم ورغم أن البابا ثاؤفيلس الاسكندري كان رئيسا لهذا المجمع الذي أصدر هذا الحكم الا أن الكنيسة عادت سريعا في عهد خليفته القديس كيرلس البطريرك الرابع والعشرين واعترفت ببراءة القديس يوحنا ذهبي الفم كما قام القديس كيرلس بتسجيل اسمه في قائمة الآباء القديسين الذين تقرأ أسماؤهم أثناء القداس ولازالت الكنيسة توقر هذا الأب وتعترف بقداسته وفضله وتقدره كل التقدير وتعترف بكل أقواله ومؤلفاته التي أدرجت بعضا منها في صلواتها وقراءتها الطقسية

وفي الدسقولية ما يثبت صحة وجهة نظر الكنيسة في رفض الأحكام الباطلة لبعض المجامع المغرضة اذ نرى في الباب الخامس منها مانصه وأسقف يوجب القضية على أحد ظلما فالنقمة تخرج من فمه على نفسه


الكنيسة الغربية والمجامع المسكونية

وثمة أمر أخر هام نرى أن نشير اليه هنا في ايجاز تام ذلك هو مقاومة أساقفة روما لسلطان المجامع فرغم ماتثبته القوانين من أن سلطان الأساقفة مجتمعين أي في هيئة مجمع عام فوق سلطان أي أسقف مهما عظمت قيمته أو كرامته نراهم تاره يدعون وجوب عقد المجامع بأمر منهم وأخرى ينادون بضرورة تثبيت الأحكام لديهم

وثالثة الآثام في موقفهم بازاء المجامع هو قيامهم بادخال زيادة على قانون الايمان الذي قرره مجمعا نيقية والقسطنطينية المسكونيين


المجمع المسكوني الأول الذي عقد في نيقية سنة 325 م 

أسباب انعقاد المجمع

تحديد الاحتفال بيوم عيد القيامة

بدأ الخلاف بخصوص تحديد يوم عيد القيامة بين أسيا الصغرى وبين روما عندما أعلن بوليكربوس أسقف أزمير ضرورة الاحتفال بذكرى الصليب في يوم 14 نيسان العبري والقيامة في يوم 16 منه وهما التاريخان الذان تمت فيهما أحداث الصلب والقيامة

أما كنيستنا القبطية فكانت تعتبر الأهمية في المحافظة على الأيام عينها من الأسبوع التي تمت فيها هذه الحوادث الجليلة لا في موعدها من الشهر العبري بمعنى أنها كانت تحافظ على أن يكون ذكرى الصلب يوم الجمعة والقيامة يوم الأحد وكثيرا ما جاء 14 و 16 نيسان في هذين اليومين وكان أساقفة روما وأورشليم وأنطاكيا يسيرون بحسب هذه القاعدة عينها

على أن هذا الخلاف الطفيف لم يكن ليكدّر سلام الكنيسة اذ يثبت التاريخ أنه عندما ذهب القديس بوليكربوس أسقف أزمير الي روما وفاوض أسقفها نيشيوس في بعض الأمور ومنها تحديد عيد الفصح فبالرغم من أنهما لم يتفقا على رأى واحد بخصوص هذه المسألة الا أن نيشيوس قدّم بوليكربوس ليقّدس القربان

ولكن في ختام القرن الثاني الميلادي أصر فيكتور أسقف رومية على ضرورة اجبار أساقفة ومسيحيي أسيا الصغرى على الاحتفال بهاتين المناسبتين السعيدتين يومي الجمعة والأحد مع استمرار الصوم حتى يوم الأحد الذي تمم في ذكرى القيامة المجيدة

ولما أصرت كنائس أسيا الصغرى أيضا على عدم تغيير عادتها هدد فيكتور بقطعهم من شركته فجاوبته كنيسة أزمير بعقد مجمع من 50 اسقفا اعتبر فيكتور أسقف روما معتديا وقرر عدم الالتفات الي تهديده

وأخيرا حاول الأنبا ديمتريوس الكرّام البابا السكندري الثاني عشر التوفيق بين الفريقين فعمل على أن يعيّد المسيحيون بذكرى الصليب في يوم الجمعة والقيامة في يوم الأحد على أن يرتبط هذين اليومين بيومي 14 و 16 نيسان فجمع ذلك علماء الأسكندرية الفلكيين وكان بينهم بطليموس الفلكي الفرماوي ووضعوا قاعدتهم المشهورة وهي أن يكون عيد الفصح المسيحي في الأحد التالي لعيد الفصح اليهودي مباشرة

وبالرغم من الوصول الي هذا الحل الا أن الخلاف قد بقى الي أن فصل فيه مجمع نيقية المسكوني حيث أقر مبدأ كنيسة الأسكندرية

اشقاق ملاتيوس أسقف أسيوط

وثمة مشكلة ثانية تحتاج الي الكثير من البحث والعناية تلك هي أمر الشقاق الذي أحدثة ملاتيوس أسقف أسيوط ولقد كان هذا الأسقف معاصرا  للأمبراطور دقلديانوس مضطهد المسيحيين الذي قبض عليه وأودعه في السجن فبدلا من أن يعترف بايمانه جهارا لينال اكليل الشهادة ويكون في ذلك قدوة لرعيته ورغم أن البعض من اخوته الأساقفة ذهبوا اليه في سجنه يحضونه على الثبات على الايمان الا أننا نراه يضعف أمام الأضطهاد ويخاف على حياته فيبخر للأوثان منكرا ديانته على أنه عاد فندم ورجع الي ديانته المسيحية ولكنه بدأ يرسم أساقفة بدون اذن من رئيسه البابا بطرس خاتم الشهداء مغتصبا بذلك حقا من حقوقه

ويبدو أنه قد تمادى في عصيانه فرسم حوالي 30 أسقفا فاضطر البابا بطرس خاتم الشهداء الي عقد مجمع مكاني بالأسكندرية قرر حرمه وأساقفته معه ولكن ملاتيوس العاصي لم يخضع لحكم المجمع واستمر في طغيانه فحدث تبعا لذلك شقاق بينه وبين بطاركة الكرازة المرقسية الذين عاصروه فيما بعد

اعادة معمودية الهراطقة

ومسألة ثالثة هامة ظهرت في الكنيسة في القرن الثالث الميلادي تلك هي مشكلة اعادة معمودية الهراطقة وقبول العائدين منهم الي حضن الكنيسة المقدسة

حدث هذا الخلاف بين كبريانوس أسقف قرطاجنة واستفانوس أسقف روما اذ قرر الأول في رسالته التاسعة عشرة ان المعمدين من يد الهراطقة هم وحدهم الذين يجب اعادة معموديتهم أما الذين قبلوا العماد من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح لايعاد

ولكن استفانوس أسقف روما لم يعجبه هذا الرأى اذ كان ينادي بعدم جواز اعادة المعمودية اطلاقا

وبدأت المسألة تتحرج بعقد كل من الفريقين بعض المجامع المكانية لتدعيم رأيه واذ كانت الغالبية تقف في جانب كبريانوس هدده استفانوس أسقف روما بالحرم ام لم يمتنع عن تعميد الهراطقة عند اعتناقهم المسيحية فعقد كبريانوس مجمعا في قرطاجنة عام 255 م حكم بضرورة اعادة عماد الهراطقة ومن تعمد على أيديهم ممن يرجعون الي المسيحية أما اذا كانوا معتمدين في الكنيسة وسقطوا في كفر أو هرطقة فحكموا بعدم اعادة معموديتهم  رسالة 72 لكبريانوس

ولما ازدادت شقة الخلاف تدخل القديس ديوناسيوس البطريرك السكندري بما أوقف النزاع اذ أرسل لأسقف روما رسالة أبان له فيها أن جميع الكنائس في كل مكان قد أجمعت على رأى واحد يخالف رأيه

وهكذا استمر هذا الخلاف بين أساقفة روما والكنائس الشرقية الي أن أصدر المجمع النيقاوي قراره فيه

بدعة أريوس

تعليم غريب عن الايمان نادى به القس الليبي أريوس وبدأ يبثه في كل مكان بما عرف عنه من قوة في الدعاية وسحر في الحديث وجاذبية في البحث والشرح وسرعان ما كون لنفسه حزبا من معتنقي تعاليمه الفاسدة قوامه كثير من الرجال ذوي المكانة السامية دينا ومدنيا ليس من بلدته فقط بل من كافة أنحاء الامبراطورية الرومانية

أريوس هو رجل مصّفر الوجه طويل القامة حاد المزاج متوقد الذهن ضعيف البصر محب للأرتقاء ولد في قيرين بشرق ليبيا عام 270 م درس الكثير من العلوم والمعارف ثم نزح الي الأسكندرية حيث التحق بمدرستها اللاهوتية المرقسية فأظهر في دراسته بها نبوغا كبيرا وعندئذ بدأ يسعى لنوال درجات الكهنوت ظانا أن في نبوغه وفصاحته مايبرر ذلك

حاول الانضمام الي ملاتيوس أسقف أسيوط محرضا اياه على الامعان في العصيان وشق عصا الطاعة على رئيسه القديس البابا بطرس خاتم الشهداء ولكنه بعدئذ أدرك أن مثل هذا العمل سوف لايوصله الي هدفه في الارتقاء الي الدرجات الدينية الرفيعة وهنا ترك ملاتيوس وتصالح مع البابا بطرس ومظهرا خضوعه فسامه شماسا سنة 306 م ثم قسا

بدأ أريوس بدعته في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء وتنحصر تعاليمه في انكار لاهوت السيد المسيح وادعائه أنه مخلوق وغير مساوي للأب في الجوهر

أبرز شخصيات المجمع

الأمبراطور قسطنطين الكبير

هو الذي دعا الي عقد المجمع المسكوني الأول وكان لايزال وثنيا عندما نودي بأسمه ملكا سنة 306 م بعد وفاة والده قسطنطينوس خلورس واذ أراد قسطنطين أن يخضع امبراطورية الغرب لملكه زحف على فرنسا بجيشه وبعدما طابت له الأمور هناك سار الي ايطاليا وكان أهلها قد نادوا بمكسيموس بن مكسيميانوس ملكا عليهم فتقابل الملكان في عدة مواقع انتهت بهزيمة قسطنطين وعندئذ جهز جيشه واستعد لمنازلة مكسيموس في موقعة حاسمة

وهنا يروي أوسابيوس القيصري المؤرخ الشهير ماحدث بعد ذلك كما سمعه من الملك قسطنطين ذاته فيقول  أراد الملك أن يستمد عون اله ما وكانت الهة الرومانيين كثيرة فتحير فيمن يطلب النجدة منها ولم يكن يعرف اله المسيحيين بعد ماعدا أنه يوقرهم ويحترم دينهم كما كان يفعل أبوه وقد جال بفكره أن يوجه التفاته الي الههم وحده

وبينما كان يسير في مقدمة جيوشه شاهد في أفق السماء والفلك رائق صليبا من نور مرقومة عليه هذه الكتابة بهذا تغلب فأندهش هو وقواده من هذا المنظر العجيب واحتاروا فيما يكون منه وفي رؤيا الليل ظهر السيد المسيح له المجد للملك ومعه صليب وأمره أن يصنع مثاله ويجعله شعاره فلما انتبه من النوم استدعى رجالا ورسم لهم صليبا وأمرهم أن يرسموا راية على تلك الهيئة ففعلوا كذلك

وكانت هذه الراية حربة مصفحة من ذهب وفي وسطها عارضتين بشكل صليب  معلق فيه منديل حريري عليه صورة الملك وصور أولاده وفي أعلاه اكليل فيه الحرفان الأولان من اسم المسيح وقد انتخب لحمله خمسين بطلا من حرسه الخاص

ثم التحم الجيشان في موقعة قنطرة ملفين في 28 أكتوبر سنة 312 م  وكانت موقعة شديدة انتهت بفوز قسطنطين وهروب جيش مكسيموس الذي اذ مرّ على نهر التيبر سقط الجسر به فغرق بأكمله وبعد عدة حروب انتصر فيها دان له ملك الشرق والغرب

في السنة التي تلت تغييره لمذهبه ودخوله في دين المسيح 313 م أصدر مرسوم التسامح الديني ثم أتى بعد ذلك في توال سريع مرسوم حفظ يوم الأحد في جميع بلاد الأمبراطورية ثم ادخال الصلاة في الجيش ثم الغاء العقوبة بالصلب وتشجيع تحرير العبيد لابطال الرق والحض على عدم قتل الأطفال وتحريم الغرامة وتحريم ألعاب المصارعة وقد كانت كل خطوة من هذه الخطوات طيبة وكسب للأمبراطورية الرومانية وللأنسانية

وقد وصفه أحدالمؤرخين كما ظهر في مجمع نيقية فقال كان جميل الطلعة طويل القامة ممتلئ الجسم عريض الكتفين يمثل في خشونته طراز كبار رجال الجيش في الأمبراطورية المتدهورة

وفود الأساقفة

كان في مقدمة الحاضرين وفد كنيسة الأسكندرية برئاسة البابا الكسندروس وبصحبته رئيس شمامسته وسكرتيره الخاص أثناسيوس الرسولي مع جماعة من الأساقفة من بينهم الأنبا بوتامون أسقف هرقليا بأعالي النيل والأنبا بفنوتيوس أسقف طيبة الذين قلعت عيناهما بالسيف وكويت حواجبهما بالحديد المحمي بالنار في أيام الأضطهاد السابق

وحضر أيضا أنسطاسيوس أسقف أنطاكيا ويوساب أسقف قيصرية ومكاريوس أسقف أورشليم وبولس أسقف قيصرية الجديدة ويعقوب أسقف نصيبين وأسبريدون أسقف قبرص وغيرهم من الأباء المشهورين

وحضر من أساقفة الغرب أوسيوس أسقف قرطبة وبعض أساقفة ايطاليا وأسبانيا والبرتغال وبريطانيا واذ لم يتمكن سلفستروس أسقف روما من الحضور لكبر سنه أناب عنه القسين ويتن وويكندس وحضر أيضا أريوس القس المبتدع وكان وقت انعقاد المجمع يناهز الستين من عمره

وبلغ عدد الأباء 318 أسقفا منهم 310 من الشرق و8 فقط من الغرب ولعل ذلك راجع الي قلة الأساقفة لضعف المسيحية في الغرب في ذلك الوقت

نتائج المجمع

وضع قانون الايمان كالأتي

نؤمن باله واحد الله الأب ضابط الكل خالق السماء والأرض مايرى ومالايرى نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور نور من نور اله حق من اله حق مولود غير مخلوق مساو للأب في الجوهر الذي به كان كل شئ هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب على عهد بيلاطس البنطي تألم وقبر وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب وصعد الي السموات وجلس عن يمين أبيه وأيضا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء

ولقد وقع على قانون الايمان هذا أكثر من 300 أسقف ولما امتنع أريوس وأنصاره عن التوقيع حرمهم المجمع 

حرمان أريوس من التعليم

قرر المجمع أيضا نفي أريوس وحرق كتبه ولعلنا نلمس حكم المجمع ظاهرا في رسالته التي بعث بها الي كنائس أفريقيا وقال فيها قبل كل شئ وقع البحث أما الملك قسطنطين الكلي التقوى في اثم أريوس ورفقائه وعدم تقواهم وحتم بصوت الجميع أن تعليمه العديم التقوى ليكن أناثيما أي محروما وهكذا أيضا فلتكن أقواله وعباراته التجديفية

في مسألة تحديد يوم عيد القيامة

قرر أن يكون العيد في موعد واحد هو يوم الأحد الذي يلي عيد الفصح اليهودي وذلك لأنه لايجوز أن يسبق المرموز اليه ويقصد عيد القيامة الرمز عيد الفصح اليهودي فضلا عن أن يسوع نفسه قد أكل الفصح مع تلاميذه قبل صلبه

كما قرر المجمع أن يقوم بابا الأسكندرية باعلان جميع الأساقفة سنويا عن موعد عيد القيامة ولعل هذا راجع الي أن الأسكندرية كانت يومئذ مركز العلوم الفلكية في العالم

عن الشقاق الذي أحدثه ملاتيوس أسقف أسيوط

قرر المجمع حفظ حقوق بابا الأسكندرية الواجبة على مرؤوسيه كما حفظ حقوق أساقفة أورشليم ورومية وأنطاكيا أيضا

ثم أرسل المجمع رسالة الي المصريين ضمنها حكمه في هاتين المسألتين أي مسألة ملاتيوس ومسألة تحديد يوم عيد القيامة وقال فيها أننا اذا راعينا الحقيقة نجد أن ملاتيوس لايستحق اكراما أو صفحا على مااقترفه من أمر الشقاق الذي أحدثه الا أن الشفقة والحنان يحتمان علينا أن نعامله بالرأفة واللطف ولذلك أذن له المجمع بالأقامة في بلدته مسقط رأسه وأمره ألا يمارس أية وظيفة كهنوتية سواء أكانت رسامة أحد أو ترشيح أحد للرسامة ويتحتم عليه عدم الظهور في أي اقليم أو مدينة بهذا المظهر ولا أن يدّعي شيئا حرّمه عليه المجمع بل  تبقى له صفته الشخصية فقط أما الذين عينهم هو في وظائف وثبتوا فيها بواسطة رسامة قانونية فيجب قبولهم في عضوية الكنيسة بالشروط الأتية وهي أن تبقى لهم وظائفهم ورتبهم ولكنهم يعتبرون أقل درجة في كل شئ عن الأخرين الذين عينهم رئيسنا المحترم البابا الكسندروس

وعليه فاذا سن قانونا أخر تصّرف غير هذا أو حدثت رسامة كاهن ليست قانونية فيكون لغبطة الحبر المفضال البابا الكسندروس حق التدخل في هذا الأمر وأن يفحص فحصا دقيقا ويبت فيه بحكمة لأنه ليس بصاحب صوت فقط في الذي يحدث ولكن له أيضا الرئاسة العليا التامة في تنفيذ أي عمل يريده

ولقد يسرنا أيضا في هذا المقام أن نخبركم بما أستقر عليه الرأي في مسألة تحديد يوم عيد القيامة المبارك فأن هذه المسألة انتهت بمساعدة صلواتكم وأصبح جميع الأخوة المسيحيين في الشرق الذين كانوا يعيدون هذا العيد مع اليهود تماما يعيدون من الأن فصاعدا مع الرومانيين ومعنا ومع الذين حفظوه منذ القديم معنا

مشكلة معمودية الهراطقة

فقد أيد المجمع رأي الكنائس الشرقية فقرر عدم صحة معمودية من يعمدهم الهراطقة لأنهم لايعترفون فيها بأسم الثالوث الأقدس أما من كان معمدا في الكنيسة عمادا صحيحا ثم هرطق فلا تعاد معموديته عند رجوعه

أما بالنسبة لموضوع بتولية الأكليروس

فقد أوشك المجمع على قبول الرأي الذي طرح عليه الذي يعتبر بتولية جميع رجال الأكليروس على اختلاف درجاتهم ولكن القديس بفنوتيوس المعترف أسقف طيبة عارض هذا الرأي بقوله انه لايجب أن يثقّل على رجال الكهنوت بهذا المقدار لئلا يأتي ضرر للبيعة بدل النفع

ملاحظات هامة

حضر المجمع أيضا الكثير من الفلاسفة المسيحيين والوثنيين ليتمتعوا بمشاهدة المجمع وما سيدور فيه من نقاش

قبل انقضاض المجمع وضع الأباء 20 قانونا لسياسة الكنيسة ولكن بعد وضع هذه القوانين بمائة عام نجد أن كنيسة روما ادعت بأن عددها 84 قانون وذلك باضافة 64 قانون


مجمع القسطنطينيه سنه 381م

اسباب انعقاد مجمع القسطنطينيه

بدعه ابوليناريوس

- سيم أسقفا على مدينة اللاذقية بالشام

- ناضل بشدة ضد الأريوسيين

- كان يعلّم بأن لاهوت السيد المسيح تحمل الألام والصليب والموت مع الجسد ويوجد تفاوت بين الأقانيم الثلاثة مناديا بأن الروح عظيم والابن أعظم أما الأب فهو الأعظم

- عقد البابا أثناسيوس مجمع مكاني في الأسكندرية سنة 362 م لبحث هذه البدعة ولم يرتدع أبوليناريوس

ويقال أيضا عن هذا المبتدع أنه لما شاخ أودع الكتاب المتضمن تعاليمه عند احدى تلميذاته في أنطاكية ولما علم بذلك مارافرام السرياني وهو في تلك المدينة استعار هذا الكتاب من تلك المرأة وألصق أوراقه بغراء ثم رده اليها ولما لقيه أخذ يجادله عن المواد التي أدرجها في كتابه أمام جمهور غفير واذ كانت الشيخوخة قد أضعفت ذهنه قال لمار افرام ان فى كتابه ردا على كل مقترحاته ولما استحضر الكتاب ووجده كقطعة خشب لا سبيل الى فتحه استشاط غيظا وداسه برجليه وأعتزل من هناك فتبعه الشعب وأوسعوه تعييرا وشتما حتى غاب عن أبصارهم ويقال انه أغتاظ جدا من تلك المعاملة حتى مرض ومات كمدا سنة 390 م

بدعه اوسابيوس

جدد هذا المبتدع تعاليم سابليوس فكان يعتقد بأن الثالوث الأقدس أقنوما واحدا ظهر في العهد القديم كأب وصار انسانا في العهد الجديد بصفة ابن وحل على الرسل في علية صهيون بصفة الروح القدس

وقد أسقط هذا المبتدع من رتبته كما حرمت تعاليمه في المجمع المسكوني الثاني

بدعه مكدونيوس

- هو أحد أتباع أريوس وبتأثير الريوسيين اقيم أسقفا على القسطنطينية سنة 343 م

- عند وصوله الي القسطنطينية حدث هياج شديد بين المؤمنين والأريوسيين وقتل فيه العديد من الطرفين

- الملك قسطنس عزله سنة 360 م عندما علم أنه نقل جثة والدة الملك قسطنطين بدون علمه

- علّم بأن الروح القدس مخلوق وهو منتشر في الكون كله ويشبه الملائكة ولكنه أسمى منهم

مشاهير الشخصيات فى المجمع

البابا تيموثاوس السكندرى البطريرك الـ 22 

- تتلمذ على يد أثناسيوس الرسولي وجلس على الكرسي السكندري سنة 379 م

- كان يلقب بالفقير لأنه جمع مايمتلكه من حطام الدنيا ووزعه على جماعة الفقراء والمساكين

- فضح مكيدة الأريوسيين في مجمع صور عام 334 م ضد أثناسيوس عندما خاطب المرأة العاهرة كأنه أثناسيوس

- حارب الزيادة التي حاولت كنيسة روما اضافتها الي مجمع نيقية عندما نسخ القوانين ووزعه

- اعتبر رئيسا لمجمع القسطنطينية

- كتب العديد من سير القديسين ووضع قوانين كنسية

- في عهده بنيت كنائس كثيرة

الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير

- كان يلقب بالملك الأرثوذكسي

- أصدر مرسوما بجعل الديانة المسيحية الديانة الرسمية للبلاد

- هدم في روما وحدها 400 معبد

- صرح للبابا ثاؤفيلس السكندري بتحويل كل معابد الأوثان الي كنائس حتى معبد سيرابيس

- سريع الغضب طيب القلب

- خرج أهالي تسالونيكي مرة عن طاعته وقتلوا حاكمهم فأصدر أمره بقتلهم جميعا بدون تحقيق فقتل 7000 نسمة

- حاول دخول الكنيسة بعدها فحرمه الأسقف وبقى 8 شهور حتى تاب توبة علنية

- فرض ضريبة على أهل أنطاكية فالقى بتماثيله على الأرض ففكر في تدمير مدينة أنطاكية بالكامل فتشفع فيها أسقفهم

البابا ميلاتيوس الأنطاكى

- رسم أسقفا على سبسطية

- ترك كرسيه وتعبد في البرية

- خلا كرسي أنطاكية فرسم بطريرك بموافقة الأريوسيين

- حاول اجتماع الأريوسيين فكادوا له مكيدة نفاه بسببها الامبراطور قسطنس

- طلب الامبراطور الصك لتمزيقه أو قطع يد اوسابيوس أسقف ساموس

- عاد من النفي بعد موت قسطنس وتعيين يوليانوس الملحد

- نفي مرة أخرى عند تولي الامبراطور فالنص الأريوسي

- رده الي كرسيه غراتيانوس وولاه الامبراطور ثيودوسيس رئاسة المجمع

- انتقل أثناء انعقاد المجمع

القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس

- من بلدة اريانز بأسيا الصغرى

- درس في الأسكندرية

- قصة ركوبه المركب وصلاته فيها

بينما كان راكبا السفينة مع أخرين في احدى رحلاته تعرضت سفينتهم للغرق فبدأ القديس يصلي لله طالبا منه النجاة وواعدا بأن يوقف حياته بعدئذ لخدمته تعالى وما أن انتهى من صلاته حتى هدأ البحر عن هيجانه فوصل الي المدينة بسلام

- عاد الي بلدته وخدم مع والده ورسم صديقه باسيليوس أسقفا على قيصرية الكبادوك

- دعي للرسامة على بلدة تدعى صازيمي

- رسم اسقفا على القسطنطينية نزولا على رغبة الشعب وتركها لصديقه نكتاريوس

- وضع القداس الغريغوري

- كتب العديد من الكتب والمقالات أثناء توحده

القديس غريغوريوس اسقف نيصص

- انكب على مطالعة أشعار اليونان وصار يعلمها للشعب

- وبخه صديقه غريغوريوس الثيؤلوغوس فتاب

- ترك العالم وانفرد للعبادة

- رسم على كرسي نيصص وجاهد ضد الأريوسيين

- نفي بواسطة الامبراطور الأريوسي فالنص

تاريخ انعقاده :-  مايو سنه 381

عدد الحاضرين :- 150 اسقف

رياسه المجمع :- ملاتيوس بطريرك انطاكيه

الداعى للأجتماع :- الأمبراطورثيئودوسيوس

تمثيل كنيسه الأسكندريه :- البابا تيموثاوس البطريرك  الـ 22

جلسات المجمع

رشح الأباء القديس غريغوريوس لرئاسة المجمع بعد وفاة ملاتيوس بطريرط أنطاكية لكن البابا السكندري عارض ذلك فتنازل عنها الي نكتاريوس صديقه

اهم قرارات المجمع

- حرمان مكدونيوس وابوليناريوس و اوسابيوس

- اكمال قانون الأيمان حتى نهايته

قوانين المجمع

- وجوب التمسك بدستور ايمان مجمع نيقية

- اعاده تقسيم مناطق نفوذ الكراسى الرسوليه و الأسقفيات

- تقدم كرسى القسطنطينيه بأعتبارها مدينه الملك

- رذل المدعو مكسيموس الذى سعى لجلوس على كرسى القسطنطينيه

- التدابير اللازمه عند رفع الدعاوي على الأساقفة

- ينظم ما ينبغى اتخاذه عند رجوع الهراطقه

درجات الكنائس

- الكراسي الرسولية من الوجهة التاريخية  اورشليم ثم أنطاكية ثم الأسكندرية ثم روما ثم القسطنطينية

- جميع الأساقفة متساوين في الكرامة والرتبة في كافة أنحاء العالم

- الربط بين تقدم الكنائس وتقدم بلادها

مركز كنيسة الأسكندرية

- بطريرك الأسكندرية هو قاضي المسكونة

- تطاع أحكامه في كل المسكونة سواء كانت دينية أو دنيوية

- الوحيد الذي يقال له بابا

- صاحب أول قداس هو مارمرقس الذي أضاف عليه البابا كيرلس وأصبح القداس الكيرلسي

- مدرسة الأسكندرية اللاهوتية  أثيناغورث وديمديوس الضرير واكليمندس السكندري واريجانوس

انبثاق الروح القدس من الأب فقط

أضافت كنيسة روما لفظة من الأب والابن بناء على بدعة ظهرت في القرن الثامن الميلادي ولكن اضيفت رسميا سنة 1014 م

مجمع افسس سنه 431م

اسباب انعقاد مجمع افسس

بدعه بلاحيوس

- ولد في بريطانيا

- رسم قس ثم أسقف

- نادى بأن خطية أدم قاصرة عليه وحده

- كل انسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول الي أسمى القداسة بدون عمل النعمة

بدعه نسطور

- نادى في السيد المسيح اقنومين وشخصين وطبيعتين ولاينبغي أن يسمى العذراء بوالدة الاله

- عاب على المجوس سجودهم للطفل يسوع

- حارب كل البدع ليمهد لنشر بدعته

- في يوم رسامته قال للامبراطور ثيئودوسيوس الصغير استأصل معي أيها الملك جماعة الهراطقة وأنا أرد عنك هجوم الفرس الأردياء وبعد أن تقضي على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرا جنة الخلد في السماء

- نشر بدعته بقوة بحكم مركزه

- نفي الي اخميم في صعيد مصر ومات كمدا وحزنا

- ولم تمت النسطورية بموت نسطور

الشخصيات الهامه فى المجمع 

الأمبراطورثيئودوسيوس الصغير

- تولى الحكم بعد والده سنة 408 م

- حفظ أجزاء كثيرة من الكتاب المقدس ومواظب على الصوم والصلاة

- سئل في مرة لماذا لم يقتل أحد قال لو استطعت احياء الموت لفعلت

- طلب منه احد الرهبان حسنة فرفض فحرمه فحزن ولم يستطيع البطريرك تهدئته حتى عاد اليه الراهب ورده مرة أخرى

- أبطل الأغاني المبتذلة وأغلق أماكن اللهو

- رد جسد يوحنا ذهبي الفم واغسطينوس واستقبلهم باحترام شديد

البابا كيرلس عمود الدين

- لاتوجد معلومات وافية عن نشأته ولكنه ابن اخت البابا ثاؤفيلس البابا السكندري ال23

- التحق بالمدرسة اللاهوتية بالأسكندرية

- ذهب الي وادي النطرون فتتلمذ للحكيم سرابيون لمدة 5 سنوات

- سافر الي أثينا ودرس على يد ليبانوس أعظم حكماء عصره

- رسم بطريركا سنة 412 م بعد وفاة خاله ب3 أيام

-كفاحه

. رد على كتابات يوليانوس الجاحد الذي دونها في 10 كتب

. رد على كتابات نوفاسيانوس الهرطوقي الروماني

. واجه ثورة جامحة بين اليهود والمسيحيين

في ذات ليلة أشاع اليهود أن النار قد نشبت في كنيسة القديس اسكندر بالأسكندرية فأسرع المسيحيون كبارا وصغارا الي الكنيسة المذكورة لاخماد الحريق ولما امتلأت بهم الشوارع المحيطة بالكنيسة هجم عليهم اليهود وفتكوا بهم وأسالوا دماءهم في قساوة ووحشية

وفي الصباح شعر المسيحيون بالأمر وتجمهروا كي ينتقموا من اليهود وعبثا حاول البابا كيرلس أن يمنعهم من ذلك وأخيرا سمح لهم بطردهم من المدينة دون أن يقتلوا أحدا منهم فتم ذلك واستولى المسيحيون على معابدهم بكل ما فيها

- رد كرامة القديس يوحنا ذهبي الفم وأشاد بمؤلفاته

- القديس رد على بدعة نسطور في الرسالة الباباوية

- وضع 12 بندا فصّل فيها العقيدة المسيحية وطلب من نسطور التوقيع عليها ورفض

- واضع القداس الكيرلسي

- فسر أسفار موسى الخمسة

- فسر سفر أشعياء والأنبياء الصغار

- أسس مدرسة لتعليم البنات

تاريخ انعقاده :-  عيد العنصره سنه 431

عدد الحاضرين :- 200 اسقف

رياسه المجمع :- البابا كيرلس عمود الدين

الداعى للأجتماع :- الأمبراطورثيئودوسيوس الصغير

تمثيل كنيسه الأسكندريه :- البابا كيرلس عمود الدين و50 اسقف مصري

جلسات المجمع

- حضر البابا كيرلس + 50 أسقف + الأنبا شنودة رئيس المتوحدين+ الأنبا بقطر السوهاجي

- حضر نسطور + 40 أسقف

- تأخر عن الموعد يوحنا بطريرك أنطاكية ونواب أسقف روما

- بعد 16 يوم طلب المتاخرين البدء في الاجتماع بدونهم وخلال هذه المدة حاولوا رد نسطور عن رأيه فرفض

- المندوب الملكي الكونت كنديديان كان نسطوري فقبض على القديس كيرلس ومن معه من الأساقفة وسجنهم في أحد مخازن الحبوب بالمدينة وبعد ذلك أطلق سراحهم خشية اشتهار الأمر ووصوله الي مسامع الامبراطور

- طرحت رئاسة المجمع فرشح البابا كيرلس

- دعي نسطور للحضور 3 مرات ولم يحضر بحجة عدم وجود يوحنا بطريرك أنطاكية

- رسالة الملك يؤكد على وجود كنديديان كحافظ للأمن

- وصول يوحنا الأنطاكي + 32 أسقفا وعلم بالحكم فغضب جدا وكون مجمع وعزل كيرلس السكندري وفي نفس الوقت سافر نسطور للملك برسالة من كنديديان وبمعاونة كنديديان أوصل يوحنا الأنطاكي قراراته للملك

- وصل نواب أسقف روما

- عقدت جلسة ثانية يوم 10 يوليو سنة 431 م برياسة البابا كيرلس عمود الدين وأيد نواب روما البابا كيرلس

- عقدت جلسة ثالثة دعى الي يوحنا الأنطاكي فرفض الحضور 3 مرات وقال أنه بانتظار أوامر من الملك

- عقد المجمع جلسته الأخيرة ولخص فيها كل ما دار وأرسله الي الملك

- عقد الملك اجتماع في مدينة خلقيدون من 8 أساقفة و8 من أتباع نسطور واقتنع الملك

قوانين المجمع

  - حرمان نسطور وكل من يشاركه الرأي

 - حرمان من تسول له نفسه العبث بقانون الأيمان

 - حدد سلطه كل من الأساقفه كما حرم الأسقف الذي يتعدى على حدود غيره

- وضع مقدمه قانون الأيمان


مجمع أفسس الثاني  سنة 449 م

 عقد المجمع
لسنة 449م إذ اقتنع الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني بعقد مجمع طلب من ديسقورس أن يمارس سلطته في المجمع كرئيس، وطلب من يوبيناليوس أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية كبادوكيا أن يكونا رئيسين شريكين معه. كان اوطيخا رئيس دير في القسطنطينية يضم أكثر من 300 راهب و إعاد مجمع أفسس الثاني اعتبار أوطيخا

عقد المجمع الجلسة الأولى في 8 أغسطس عام 449م، وحضره 150 أسقف برئاسة البابا ديسقوروس وبحضور الأسقف يوليوس ممثل بابا روما، وجيوفينال أسقف أورشليم، ودمنوس أسقف أنطاكيا وفلافيان بطريرك القسطنطينية. وبعد استعراض وقائع مجمع أفسس الأول 431م، ومجمع القسطنطينية المكانى 448م، وقراءة اعتراف مكتوب لأوطيخا بالإيمان الأرثوذكسى قدّمه إلى المجمع مخادعاً.


 حكم المجمع
بعد الاستماع إلى آراء الحاضرين؛ حكم المجمع بإدانة وعزل فلافيان بطريرك القسطنطينية ويوسابيوس أسقف دوروليم وبتبرئة أوطيخا وإعادته إلى رتبته الكهنوتية. كما حكم المجمع بحرم وعزل كل من هيباس أسقف الرها وثيئودوريت أسقف قورش وآخرين.

لم يعقد المجمع (أفسس الثاني) بناء على طلب البابا ديوسقورس، ولم توجد بينه وبين الأباطرة رسائل مسبقة في هذا الشأن. هذا يعنى أن القديس ديوسقورس لم يكن يبغي نفعًا شخصيًا خطط له. 
لم يصف الخطاب الإمبراطوري القديس ديوسقورس بألقاب تكريم أكثر من غيره. هذا يعنى عدم وجود اتفاقات مسبقة بين الإمبراطور والقديس ديوسقورس. 
تكشف الرسائل الملوكية عن وجود اضطرابات لاهوتية متزايدة في إيبارشية القسطنطينية. كان طلب الإمبراطور من القديس ديسقورس هو الإسراع لوضع حد للمتاعب اللاهوتية. هذا ومما يجب مراعاته أن ديسقورس لم يعلن عن صيغة إيمان جديدة، بل كان يسعى للمحافظة على الصيغة التقليدية للإيمان الكنسي. 
أُخذت القرارات بالتصويت، ولم نسمع أن أسقفًا من الحاضرين احتج أو انسحب من المجمع (غير فلابيانوس ويوسابيوس عند إصدار الحكم). 
في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها يوبيناليوس الأورشليمي، وصف لاون أسقف روما بـ "القديس"، "محب الله"، وأعطى لدومنوس أسقف إنطاكية لقب "محب الله"...هذه الألقاب تكشف عن روح المجمع. 
عندما سأل لاون أسقف روما إمبراطور الغرب فالنتينوس وأمه وأخته بولشاريا للتوسط لدى ثيؤدوسيوس الثاني ليعقد مجمعًا آخر أرسل الأخير رسالة يمتدح فيها مجمع أفسس بأن خوف الرب كان يحكمه، وأن أعضاءه تمسكوا بالإيمان الحق وقوانين الآباء، وأنه قد فحص الأمر بنفسه وهو راضٍ. 
في الرسالة الملوكية في افتتاح المجمع أعلن الإمبراطور منعه ثيؤدورت أسقف قورش من الحضور بسبب الآلام التي يعانيها المؤمنون، حتى الذين في القرى، من النساطرة. في الواقع لم يكن ديسقورس عنيفًا بل النساطرة كما شهد الإمبراطور نفسه بذلك. 
لم ينطق القديس ديوسقورس حتى اللحظة الأخيرة من انعقاد المجمع بكلمة ضد روما، بينما لاون في رسائله يشير إلى بابانا القديس ديسقورس بأنه "السفاح المصري" و"معلم أخطاء الشيطان" والباذل بقوة جهده لبث التجاديف وسط اخوته. وسنرى كيف أن أناطوليوس أسقف القسطنطينية وغيره قد رفضوا نَسْب الهرطقة للبابا الإسكندري. 
من الطبيعي أن ينسب النساطرة العنف للبابا الإسكندري ليخفوا سلوكهم العنيف في مجمع القسطنطينية كما شهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني وأيضًا سلوكهم القاسي مع أوطيخا وأعوانه، وقد كتب أوطيخا في التماسه للأساقفة أنه [أكد أثناء محاكمته رغبته في إتباعه ما قد صمموا عليه، ولكن فلابيانوس رفض الالتماس، كما اعترض على العنف الذي استخدم ضده في المجمع وما بعد المجمع بواسطة العامة]. ونحن نعلم أن فلابيانوس قد حرم كثيرًا من قادة الرهبان لأنهم سندوا أوطيخا ضد الثنائية النسطورية. 
إعادة اعتبار أوطيخا لم يكن خطأ ديسقورس أن المجمع أعاد اعتبار أوطيخا، وذلك للأسباب الآتية: أ. كتب لاون أسقف روما إلى بولشاريا قائلاً بأن أوطيخا انزلق في الهرطقة عن جهل منه، إن تاب فليعامل حسنًا. ب. أعلن أوطيخا عبارات أرثوذكسية مثل قوله: [فإنه هو نفسه، كلمة الله، نزل من السماء بلا جسد، صار جسدًا من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول، بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها. وهو الإله الكامل قبل الدهور هو بعينه صار إنسانًا كامل 


مجمع خلقيدونية سنة 451 م

 أسباب عقد مجمع خلقيدونية
تم رفض قرارات مجمع أفسس الثاني من قبل بابا روما واعداد كبيرة من الاساقفة ودعى الإمبراطور مرقيانوس والإمبراطورة بولخيريا لانعقاد مجمع خلقيدونية بناء على طلب أسقف روما فتم عقد مجمع خلقيدونية في مدينة خلقيدونية سنة 451 وحضره 330 أسقفاً (في رواية) و600 أسقف في روايةأخرى.  . و يعتبر مجمع خلقدونية أكبر المجمعات , و اتخذ قرارت هامة وذهب البعض إلى ان أوطاخي قد "دلّس به وخدع آباء المجمع الذين أقرّوا بأرثوذكسيته، وهذه الكنائس هي التي رفضت لاحقاً مجمع خلقيدونية وإن كان آباؤها قد قاموا في ذلك المجمع (خلقيدونية) بالحكم بهرطقة أوطاخي ، أما الكنائس التي اعترفت بخلقيدونية فتطلق على مجمع إفسس الثاني المجمع اللصوصي وترفض نتائجه .

اعلن لاون (أسقف روما) طومسه قبل المجمع ، وقام الإمبراطور مرقيون والإمبراطورة بوليخاريا بجمع التوقيعات عليه منذ عام 450 م - بغرض إعداد ورقة اساسية ضد اللاهوتيين الإسكندريين وإتهامهم بأن الأقباط اعتنقا البدعة الأوطاخية الذى سقط في الهرطقة أثناء مقاومته للنساطرة ( ظن أوطاخى أن لاهوت المسيح (كلمة الرب الإله) أبتلع ناسوته أوجسده ، أو أن جسده ذاب في لاهوته ) ، وحاول لاون أسقف روما تشوية صورة الكنيسة المصرية بنسب الأوطاخية لآبائها .

ويرى بعض المؤرخين ان مجمع خلقيدونية لعب دوراً هاماً في التأثير على الكنيسة أو أن رؤساء بعض الكنائس وجهت السياسة لصالحها على أى حال يقول Aloys Grillemeier الألمانى  : " تحت الضغط المستمر من جانب الإمبراطور مرقيون وافق آباء خلقيدونية على وضع صيغة جديدة إيمانية .

 البابا ديوسقورس و مجمع خلقيدونية
أنه لما دعي البابا ديوسقورس إلى المجمع المسكوني الخلقدوني بأمر الملك مرقيان ، رأى الملك ، فقال ان كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح ، فأنا أحضره ، وأتكلم بما يتكلم به الرب على لساني وان كان قد اجتمع بأمر الملك ، فليدبر الملك مجمعه كما يريد ، وأذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد علم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد ، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال "ان المسيح واحد ، هو الذي دعي إلى العرس كإنسان ، وهو الذي حول الماء خمرا كإله ، ولم يفترق في جميع أعماله" ، واستشهد بقول البابا كيرلس "ان اتحاد كلمه الله بالجسد ، كاتحاد النفس بالجسد ، وكاتحاد النار بالحديد ، وان كانا من طبيعتين مختلفتين ، فباتحادهما صارا واحدا" . ، كذلك السيد المسيح ، مسيح واحد ،. ورب واحد ، طبيعة واحدة ، مشيئة واحدة . فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان Marcian والملكة پولكاريا Pulcheria ، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلا ديوسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية . فاستحضراه هو والمتقدمين في المجمع من الأساقفة ، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى أخر النهار ، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته ، فشق ذلك على الملك والملكة ، فأمرت الملكة بضربه على فمه ، ونتف شعر لحيته ، ففعلوا ذلك ، فاخذ الشعر والأسنان التي سقطت ، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلا : هذه ثمرة الإيمان ، أما بقية الأساقفة فانهم لما رأوا ما جرى لديوسقورس ، وافقوا الملك ، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حل به، فوقعوا بإيديهم على وثيقة الاعتقاد بان للمسيح طبيعتين مختلفتين مفترقتين ، فلما علم ديوسقورس ، أرسل فطلب الطومس Tome ( أي الإقرار الذي كتبوه ) زاعما أنه يريد أن يوقع مثلهم ، فلما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة ، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غانغرا ، ونفى معه القديس مقاريوس أسقف إدكو ، واثنان آخران ، وظل المجمع بخلقيدونية يعمل لصالح المسيحية .

الجدير بالذكر ان اسباب مجمع خلقيدونية المعلنة لعزل البابا ديوسقورس اسباب عقائدية لاهوتية واسباب ادارية تتعلق بموقفه في مجمع أفسس الثاني حيث اعاد اوطاخي للشركة وتمت الاساءة لفلافيان. وكان لابد من مجمع خلقدونية .

 أحداث مجمع خلقيدونية
بدأ مجمع خلقيدونية أعماله في الثامن من أكتوبر سنة 451 في خلقيدونية. وتكون من عدد كبير من الاساقفة في مختلف ارجاء سوريا وما حولها .

 نتائج مجمع خلقيدونية
نفي البابا ديوسقورس فجعل اقامته جبرية في كنغريس افلاغونية 
انفصال تدريجي لكنائس مصر والحبشة وسوريا وأرمينيا انقسمت الكنيسة إلى شطرين: 
1- الكنائس الغير خلقيدونية: وتضم الكنيسة القبطية (ومعها الحبشية)، وكنيسة أنطاكية ،وكنيسة أورشليم، وكنائس آسيا الصغرى -عدا القسطنطينية- التي –كنائس آسيا الصغرى- ظلت متمسكة بقرارات المجامع الأولى ومعتقدات أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس في طبيعة واحدة للمسيح أي اتحاد اللاهوت بالناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير. (وحالياً الكنائس الشقيقة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة الحبشية والإريترية والسريانية والهندية والأرمنية).

2- الكنائس الخلقيدونية: تضم كنيسة رومية، وكنيسة القسطنطينية - اللتين اعتنقتا المعتقَد القائل بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين.

شاركه على جوجل بلس

عن M

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق