تاريخ كنائس منطقة باب زويلة
كنائس زويلة والعصر الفاطمي :
من سمات هذا العصر تناقضه ما بين التسامح الديني فترة وعلى النقيض من ذلك فترة أخرى، وذلك من خلال فترة الحاكم بأمر الله. إلا أنه في أواخر عهده قد سمح بترميم ما تخرب من كنيسة زويلة.
كنائس زويلة في العصر العثماني :
ويحدثنا المقريزي في كتابه "السلوك" بهدم بعض الكنائس والذي تم في يوم الجمعة التاسع من ربيع الآخر لسنة 721هـ الموافق 13 بشنس 1037 ش الموافق 8 ابريل 1321م والتي منها كنيسة العذراء وقد أشار إلى سحر مكانتها عند النصارى وذكر بأن الحكيم زايلون هو الذي بناها سنة 270 قبل الفتح الإسلامي والموافق 3700م.
وقد ورد في الرسالة الثانية عشرة من الرسائل الزينية للعلامة "أحمد بن زين نجم الدين الحنفي" أن كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة أغلقت في عصر الشيخ محمد بن إلياس بأمر من السلطان سليمان خان الأول سنة 967هـ (1559م) ولما طلب الأقباط من السلطان المذكور ترميمها أحيلت أوراقها إلى المفتى آنذاك والذي أصدر أمراً بالسماح لهم بإعادة ما تهدم منها فقط.
وتدلنا السجلات القبطية التاريخية التي ذكرت لنا كنيسة السيدة العذراء بزويلة حيث وردت في سيرة البابا مقاره ( مكاريوس ) الثاني (الـ99 في عداد باباوات الكرسي المرقسي) والذي اعتلى الكرسي البابوي سنة 1102م في عهد الخليفة المذكور. ففي أيام البابا مقاره تنيح الأنبا شنودة أسقف مصر (بابليون) عام 1117م فطلب وجهاء مدينة مصر وكهنتها من البابا آنذاك أن يقيم لهم أسقفاً عوضاً عنه.
ويقول تاريخ البطاركة أن البابا لم يكن ميالاً لذلك . فاجتمع الشعب وكبار الكهنة بكنيسة ( أبا سرجة ) واختاروا أربعة أسماء وأجروا قرعة هيكلية فوقعت على الراهب
( يؤنس سنهوت ) وإزاء ذلك قام البابا على النزول إلى طلبهم.
ويضيف تاريخ البطاركة : أنه في الفترة التالية لسيامة هذا الأسقف قام الشعب بالاحتفال به في كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة وشارك رجال الأمن والشرطة آنذاك في حراسة الموكب الاحتفالي أثناء سيره في الطريق ويعكس ذلك مدى الأمان في تلك الفترة وبعد أن توطدت أقدام صلاح الدين في الحكم يقول كتاب ( تاريخ البطاركة ) أنه عاد يعطف على الأقباط ويقربهم منه خاصة بعد أن لمس تعاونهم معه في فتح القدس وأصدر لهم المراسيم لترميم ما تخرب ما سبق من كنائسهم.
في العصر الحديث :
وفى عام 1805م لاحت بوادر عصر جديد يديره رجل من طراز مختلف هو محمد على فقاد في أيامه تطوراً فكرياً شمل ذلك المجتمع وأحدث تحولاً اقتصادياً بفكر جاد كما كانت له لمسة حضارية وبدون شك بشر عصره بالخير. وكان قد أقر في مصر دستوراً جديداً مضمونه المساواة بين أفراد شعب مصر وبدأت تختفي الجزية ومظاهر الإذلال الاجتماعي بمصر التي سادت في فترات سابقة. ولأول مرة ينضم المسيحيون إلى الجيش وكلنا يعرف أن ثورة 1919م تشهد بقوة التحام عنصري الأمة ليصبحا عنصراً واحداً في مصر. وبدأت الدولة تهتم بشئون العبادة لغير المسلمين. ولاح في الأفق اهتمام بعمارة الكنائس .
رحيل أفراد قبيلة زويلة من القاهرة :
في العصر الأيوبي (67هـ/1171م) كان القائد صلاح الدين الأيوبي قد قضى على الدولة الفاطمية ومزق فلولها وشتت أنصارها فلم يبق منهم أحد فتشتت معهم قبيلة زويلة. وتلقائياً بدأ المسيحيون في الاستيطان في هذا الحي غيرة على كنائسهم ومحبة لها فهي التي تحمل لهم ذكرياتهم وصلواتهم الجميلة.
العائلة المقدسة وحارة زويلة :
يؤكد لنا التقليد الشفاهي في مصر وإثيوبيا بأن العائلة المقدسة أثناء مجيئها إلى مصر قد مرت بهذه الكنيسة خلال رحلتها إلى صعيد مصر. ولما كانت كنيسة السيدة العذراء بزويلة تتمتع بموقعها التاريخي والذي يدل على أنها من أقدم كنائس القاهرة الفاطمية. الأمر الذي يوضح ويؤكد زيارة العائلة المقدسة لهذه البيعة المباركة كما أن وضع الكنيسة الحالي طبوغرافياً لا يترك مجالاً لأدنى شك بأن هذه الكنيسة قدمها ضارب في أعماق التاريخ ويؤكد ذلك أيضاً انخفاضها عن مستوى الأرض وما حولها من مبان وعقارات بعمق حوالي خمسة أمتار
0 التعليقات:
إرسال تعليق